بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام في الوجه ، واليد ، والعين ، والقدم ، والتنزل ،
والعزّة ، والرحمة ، والأمر ، والنفس ،
والذات ، والقوة ، والقدرة ، والأصابع
بسم الله الرّحمن الرّحيم قال أبو محمد : قال الله تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) [سورة الرحمن : ٢٧] فذهبت المجسمة إلى الاحتجاج بهذا في مذهبهم.
وقال الآخرون : وجه الله تعالى إنما يراد به : الله عزوجل.
قال أبو محمد : وهذا هو الحق الذي قام البرهان بصحته ، لما أبطلنا من القول بالتجسيم.
وقال أبو الهذيل : وجه الله هو الله.
قال أبو محمد : وهذا لا ينبغي أن يطلق ، لأنه تسمية ، وتسمية الله تعالى لا تجوز إلّا بنص ، ولكنا نقول : وجه الله ليس هو غير الله تعالى ، ولا نرجع منه إلى شيء سوى الله تعالى. برهان ذلك قول الله حاكيا عن من رضي قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) [سورة الإنسان : ٩].
فصح يقينا : أنهم لم يقصدوا غير الله تعالى به.
وقوله عزوجل : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) [سورة البقرة : ١١٥].
إنما معناه : فثمّ الله تعالى بعلمه ، وقبوله لمن توجّه إليه.
وقال تعالى : (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [سورة الفتح : ١٠].
وقال تعالى : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [سورة ص : ٧٥].
وقال تعالى : (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً) [سورة يس : ٧١].
وقال : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) [سورة المائدة : ٦٤].
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المقسطون عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين» (١).
__________________
(١) انظر تخريجه في الحاشية (١) الصفحة التالية.