الكلام في الشفاعة والميزان والحوض والصراط
وعذاب القبر والفتنة
قال أبو محمد : اختلف الناس في الشفاعة فأنكرها قوم ، وهم المعتزلة ، والخوارج ، وكل من منع أن يخرج أحد من النار بعد دخوله فيها ، وذهب أهل السنة ، والأشعرية ، والكرامية ، وبعض الرافضة إلى القول بالشفاعة ، واحتج المانعون منها بقول الله عزوجل : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) [سورة المدثر آية رقم ٤٨].
وبقوله عزوجل : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [سورة الانفطار آية رقم ١٩].
وبقوله تعالى : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) [سورة الجن آية رقم ٢١].
وبقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) [سورة البقرة آية رقم ٤٨].
وبقوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) [سورة البقرة آية رقم ٢٥٤].
وبقوله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [سورة الشعراء آية رقم ١٠٠].
وبقوله تعالى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) [سورة البقرة آية رقم ١٢٣].
قال أبو محمد : من يؤمن بالشفاعة أنه لا يجوز الاقتصار على بعض القرآن دون بعض ، ولا على بعض السنن دون بعض ، ولا على القرآن دون بيان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الذي قال له ربه عزوجل (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [سورة النحل آية رقم ٤٤].
وقد نص الله تعالى على صحة الشفاعة في القرآن.
فقال تعالى : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) [سورة مريم آية رقم ٨٧].