المطلب الثاني : في الشرط والغاية والصفة
وفيه مباحث :
[المبحث] الأوّل : في حدّ الشرط
قال الغزّاليّ : الشرط هو ما لا يوجد المشروط دونه ، ولا يلزم أن يوجد عند وجوده. (١)
وهو خطأ ، إذ المشروط لا يعرف إلّا بالشرط ، فيدور.
وينتقض أيضا ، بجزء السّبب وبالشرط المساوي ، فإنّه يلزم أن يوجد عند وجوده ، وإن كان اللّزوم من حيث المساواة.
وقال بعض الأشاعرة (٢) : ما يقف عليه تأثير المؤثّر في تأثيره ، لا في ذاته.
وينتقض على مذهبهم ، بالحياة القديمة ، فإنّها شرط في وجود علمه تعالى ، ولا تأثير هناك.
وقيل (٣) : الشرط هو ما يلزم من نفيه نفي أمر ما على وجه لا يكون سببا لوجوده ، ولا داخلا في السّبب.
__________________
(١) المستصفى : ٢ / ١٨٨.
(٢) هو الفخر الرازي في محصوله : ١ / ٤٢٢.
(٣) القائل هو الآمدي في الإحكام : ٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.