قوله مجرى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من كونه حجة على العباد ، إنّما يريد ذلك وما أحسن قوله «يجري مجرى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، فلو كان أئمة أهل البيت عليهمالسلام هم أصحاب سنن في عرض سنّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما ذا قال «يجري قولهم مجرى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم»؟!
هذه عقيدة الإمامية من أوّلهم إلى آخرهم ؛ فالتشريع لله سبحانه فقط ، والنبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المبلّغ عن الله سبحانه في ما شرّعه ، وأئمة أهل البيت خلفاء رسول الله وحفظة سننه وتراجم كلمه ، والمبلّغون عنه السنن حتى يجسّدوا إكمال الدين في مجالي العقيدة والشريعة.
وحين قال سبحانه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(١) فإنّما هو لأجل نصب علي عليهالسلام أوّل أئمة أهل البيت عليهمالسلام للخلافة لكي يقوم بنفس المسئوليات الّتي كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائما بها طيلة أيّام رسالته ، ويملأ الثغرات الّتي أعقبتها رحلته صلىاللهعليهوآلهوسلم غير أنّه نبي يوحى إليه وهذا وصي حافظ لسننه.
سنّة الصحابة في مقابل سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
لقد تبيّن لنا أنّ الأستاذ قد عجب من وجود سنّة لأهل البيت عليهمالسلام ، وقد فسّرنا معنى ذلك عند الإماميّة ، وقلنا بأنّه ليس للأئمة سنّة سوى ما سنّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولكن ألفت نظره إلى أنّ أهل السنّة قد قالوا بوجود سنن أخرى بعد سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإليك ما يشير إلى ذلك :
__________________
(١) المائدة : ٣.