سلّمنا أنّ البيان بالفعل قد يكون أطول ، لكن جاز في الحكمة تأخير البيان ذلك القدر ، وهي ظاهرة هنا ، لإيجاد أقوى البيانين ، وقد بيّنّا أنّ «صلّوا» و «خذوا» ليسا مبيّنين للعبادة.
تذنيب
يعلم كون الفعل بيانا للمجمل بأمور ثلاثة :
الأوّل : أن يعلم ذلك بالضرورة من قصده.
الثاني : أن يعلم بالدليل اللّفظيّ ، بأن يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : هذا الفعل بيان لهذا المجمل ، أو يقول : أقوالا يلزم من مجموعها ذلك.
الثالث : أن يدلّ العقل عليه ، بأن يذكر المجمل وقت الحاجة إلى العمل به ، ثمّ يفعل فعلا صالحا لأن يكون بيانا ، ولا يفعل شيئا آخر فيعلم أنّه بيان ، لئلّا يلزم تأخير البيان عن وقت الحاجة.
المبحث الرابع : في أنّ القول هل يقدّم في البيان على الفعل أم لا؟
قال أبو الحسين : هذا البحث يشتمل على مسألتين :
إحداهما : أن يقال : إذا كان القول بيانا والفعل بيانا فأيّهما أكشف؟
فالجواب : أنّ الفعل أكشف ، لأنّه يوضح صفة المبيّن مشاهدة ، والقول إخبار عن صفته.
الثانية : أن يرد بعد المجمل فعل وقول يحتمل أن يكون كلّ منهما بيانا ،