ألف ، ومقدّم الكلّ النّوين (١) تناون (٢) ، وعزلوا عنهم عسكر الرّوم خوفا من مخامرتهم ، فلمّا التقى الجمعان حملت ميسرة التّتار فصدمت سناجق السّلطان ، ودخلت طائفة منهم ، وحملوا على الميمنة ، فلمّا رأى ذلك السّلطان ردفهم بنفسه وخاصكيّته ، ثمّ رأى ميسرته قد اضطربت ، فردفها بطائفة ، ثمّ حمل بالجيش حملة واحدة على التّتار ، فترجّلوا وقاتلوا أشدّ قتال ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وانهزم الباقون في الجبال والوعر ، فأحاطت بهم العساكر المنصورة ، فقاتلوا حتّى قتل أكثرهم ، وقتل من المسلمين جماعة ، منهم الأمير ضياء الدّين ابن الخطير ، وشرف الدّين قيران العلّانيّ ، وعزّ الدّين أخو المحمّديّ ، وسيف الدّين قلنجق (٣) الشّشنكير (٤) ، وعزّ الدّين أيبك الشّقيفيّ (٥).
وأسر خلق من التّتار ، فمنهم على ما ذكر الملك المؤيّد (٦) : سيف الدّين سلّار ، وسيف الدّين قبجق ، وسنذكر من أخبارهما.
ونجا البرواناه ، وساق إلى قيصريّة ، وذلك في ذي القعدة. واجتمع بصاحب الرّوم غياث الدّين وأعيان الدّولة وأخبرهم بكسرة التّتار ، فاجتمع رأيهم على الانتقال إلى دوقات خوفا من مرور التّتار بهم وأذيّتهم (٧).
__________________
(١) النّوين : بضمّ النون المشدّدة وكسر الواو.
(٢) ويكتب : «تناوون» ، وفي الدرّة الزكية ١٩٨ «تتاوون» ، ومثله في السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢٨.
(٣) في ذيل مرآة الزمان ٣ / ١٧٧ «قلعق» ، وفي النهج السديد ٥٥ ب ، والدرّة الزكية ١٩٩ «قليج» ، وفي السلوك «قفجاق».
(٤) ويكتب : «الجاشنكير».
(٥) في النهج السديد «السنقزي» ، وفي الدرّة الزكية : «السقسيني».
(٦) في المختصر في أخبار البشر ٤.
(٧) تاريخ الملك الظاهر ١٦٩ ـ ١٧٤ ، الروض الزاهر ٤٥٦ ـ ٤٦٣ ، النهج السديد ٥٤ ب ـ ٥٦ أ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٨ ، الدرّة الزكية ١٩٨ ـ ٢٠٠ ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ و ١٢ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٩ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٣٥٠ ـ ٣٥٣ ، دول الإسلام ٢ / ١٧٦ ، العبر ٥ / ٣٠٤ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٨٥ ، درّة الأسلاك ١ / ورقة ٤٩ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٧١ ، عيون التواريخ ٢١ / ٩١ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩٣ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢٥ ، عقد الجمان (٢) ١٥٣ ،