الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)(١).
الرابع : تواتر النقل عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبلان متّصلان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». (٢) حصر التمسّك بهما.
اعترض (٣) بأنّه خبر واحد والإمامية تمنع من العمل به ، ولأنّه يقتضي وجوب التمسّك بالكتاب والعترة فلم قلتم إنّ قول العترة وحدها حجّة؟
والجواب : انّ الأمّة اتّفقت على قبوله ونقله بعضهم للاستدلال به على صحّة إجماعهم ، وبعضهم للاستدلال به على فضيلتهم ، ولا يتوقّف كون قول العترة حجّة على مضامة الكتاب كالعكس.
الخامس : أهل البيت مهبط الوحي والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيهم ومنهم ، فالخطأ عليهم أبعد ، ولا ينتقض بالزوجات لعلّة ملامستهنّ له وعدم تميزهم واعتبارهم في الأحكام الشرعية.
__________________
(١) المجادلة : ٢٣.
(٢) إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة رواه الفريقان في عشرات المصادر من طرق مختلفة مع اختلاف في الألفاظ ولكنّ المضمون واحد ، نذكر منها ما يلي :
صحيح مسلم : ٧ / ١٢٣ ، باب فضائل علي ؛ سنن الترمذي : ٥ / ٣٢٩ برقم ٣٨٧٦ ؛ مسند أحمد : ٣ / ١٤ و ١٨ وج ٤ / ٣٦٧ وج ٥ / ١٨٢ و ١٨٩ ؛ سنن الدارمي : ٢ / ٤٣٢ ؛ مستدرك الحاكم : ٣ / ١١٠ و ١٤٨ ؛ السنن الكبرى : ١٠ / ١١٤ ؛ وغيرها كثير فمن أراد المزيد فعليه بمراجعة «خلاصة عبقات الأنوار» للسيد حامد النقوي ج ٢ ؛ وبحار الأنوار ج ٢٣ وج ٣٧ ؛ وحديث الثقلين لنجم الدين العسكري.
(٣) الرازي في المحصول : ٢ / ٨٢ ؛ والآمدي في الإحكام : ١ / ٣٠٨.