والجواب : المنع من مخالفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك ، والمراجعة إن أرادوا بها المخالفة منعناه ، وإن أرادوا تأكيد المعرفة فهو مسلّم. (١)
قال أبو الحسين البصري (٢) : الفرق أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يمتنع عليه الخطأ فيما دلّ المعجز عليه وهو أمور الدين ، وذلك لا يتعلّق بأمور الدنيا ، وليس كذلك الأمّة. وهو بناء على عدم عصمته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد بيّنا أنّه معصوم في علم الكلام.
البحث الثالث : في الإجماع في الأديان السالفة
اختلف الأصوليون في الإجماع في الأديان السالفة هل كان حجّة أم لا؟ على قولين :
منهم من قال : إنّه حجّة ، وهو قول من يثبت الإجماع بالدليل العقلي ويشترط في ذلك عدد التواتر ، والإمامية أيضا قائلون به لوجوب المعصوم عندهم في كلّ وقت.
وأمّا من أثبت الإجماع بالدلائل السمعية فإنّه في محل التوقّف ، لعدم دليل عقلي وسمعي على كلّ واحد من طرفي النقيض ، فيبقى الشك. (٣)
وبعضهم جزم بالمنع ، والّا لم يبق مزية لهذه الأمّة على سائر الأمم السالفة مع أنّ الله تعالى قد جعلهم شهداء عليهم. (٤)
__________________
(١) راجع الإحكام : ١ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.
(٢) المعتمد في أصول الفقه : ٢ / ٣٥.
(٣) وهو رأي القاضي على ما في البرهان ، والآمدي في الإحكام : ١ / ٣٤٦.
(٤) راجع البرهان في أصول الفقه : ١ / ٤٥٨ ـ ٤٥٩.