وأمّا نقلا ، فإنّ المسيح شبّه بغيره ، وجبرئيل عليهالسلام جاء إلى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في صورة دحية الكلبي ، وتشكّلت الملائكة يوم بدر بأشكال بني آدم ، وقد يحصل للإنسان عند الخوف الشديد أو الفكر الشديد صور لا تحقّق لها في الخارج ، وكلّ ذلك يقتضي الاشتباه.
لا يقال : تشبّه المسيح بغيره كان في زمن عيسى عليهالسلام وخرق العادة في زمن الأنبياء جائز لا في غيره ، ولأنّ المصلوب تتغيّر خلقته وتشكّله فيكون الاشتباه فيه أكثر ، والمباشرون لذلك العمل كانوا قليلين يجوز عليهم الكذب عمدا ، ولأنّهم نظروا إليه من بعيد وهو مظنة الاشتباه.
لأنّا نقول : جوازه في زمن الأنبياء يقتضي عموم الجواز فينتفي القطع ، ولأنّ الكرامات جائزة ، ومنعها لا يسمع من أبي الحسين لاعترافه بها ؛ ولأنّ امتناعها ليس بضروري بل ببرهان فقبل العلم به ، يبقى التجويز ثابتا ، والعلم بصحّة التواتر متوقّف على صحّة فساد هذا الاحتمال ، فمن لا يعرف امتناع الكرامات لا يحصل له العلم بالتواتر.
والتغيير إنّما هو بعد الصلب لا حالته ، والاشتباه حصل حال الصلب ، إذ لو ميّزوا بين ذلك الشخص وبين المسيح لم يصلبوه.
والذين مارسوا الصلب كانوا قريبين وناظرين إليه ، والنصارى تواتروا على أنّه بقي بعد الصلب وقبل الموت مدة طويلة بحيث يراه الجمع العظيم في بياض النهار.
وليس بجيّد ، لأنّ القرآن العزيز يدفع ذلك.