البحث الخامس : في التواتر المعنوي
اعلم أنّ الأخبار التي لا تفيد العلم قد تشترك في معنى كلّي يبلغ حدّ التواتر وإن كانت الجزئيات آحادا ؛ كما نقل جماعة يفيد قولهم الظنّ أنّ عليّا عليهالسلام قتل عدّة من الكفّار في غزوة بدر ، ونقل جماعة أخرى غيرهم لا يبلغ قولهم التواتر أنّه قتل عدّة من الكفّار في غزاة أحد ، وهكذا تنقل الآحاد أفراد الغزوات وبلغوا حدّا لو أخبروا بشيء واحد أفاد العلم فإنّه يحصل العلم بشجاعته المشتركة بين آحاد الغزوات [لوجهين :].
لأنّ كلّ واحد من تلك الأخبار اشتركت في كلّي هو الشجاعة ، والراوي للجزئي راو للكلّي المشترك فيه بالتضمّن ، فإذا بلغوا حدّ التواتر صار ذلك الكلّي مرويا بالتواتر.
أو نقول هؤلاء الرواة بأسرهم لم يكذبوا ، بل لا بدّ وأن يصدق واحد منهم ، فيصدق جزئي واحد من هذه الجزئيات المروية ، وأي جزئي ثبت أفاد الشجاعة.