الفصل الثالث
في باقي الأخبار المعلومة الصدق
وفيه مباحث :
المبحث الأوّل : في خبره تعالى
اتّفق الناس كافّة على أنّ خبره تعالى صدق وإن اختلفوا في الدلالة عليه.
أمّا المعتزلة فاحتجّوا عليه بأنّ الكذب قبيح بالضرورة ، والله تعالى عالم بقبحه غني عنه ، حكيم في فعله ، فلا يصدر عنه بالضرورة.
واعترض (١) بأنّ البحث في امتناع الكذب عليه تعالى موقوف على تصوّر الكذب لتوقّف التصديق على التصوّر ؛ فإن كان المراد منه الكلام الذي لا يطابق المخبر عنه في الظاهر بحيث لو أضمر فيه زيادة أو نقصان صحّ ، لم يمكن الحكم بقبحه وبامتناعه عليه تعالى ، لأنّ أكثر العمومات مخصوص ، وإذا كان كذلك لم يكن ظاهر العموم مطابقا للمخبر عنه.
__________________
(١) المعترض هو الرازي في المحصول : ٢ / ١٣٧.