ادّعاء الرسالة خصوصا ، وقد اختلف العلماء في جواز الصغائر عليهم حتّى جوز بعضهم الكبائر ، واتّفق الناس عدا الإمامية على جواز السهو عليهم ، والحق أنّ هذه الدعوى إنّما تتمشّى على قواعد الإمامية (١).
البحث الثالث : في الخبر المحتفّ بالقرائن
اختلف الناس في أنّ الخبر الذي لا يعلم صدقه هل يحصل العلم عقيبه إذا احتفّ بقرائن خارجة؟
فقال به النظّام والغزالي (٢) والجويني (٣) وأنكره الباقون (٤). والحقّ الأوّل.
لنا : إنّ الضرورة قاضية بثبوت العلم عند الخبر المحتفّ بالقرائن ، فإنّه قد تحصل أمور يعلم بالضرورة عند العلم بها كون الشخص خجلا أو وجلا ، ولا يمكن التعبير عن تلك القرائن ولا تفي العبارات بتفاصيل أحوالها ، لعجزنا عنه ؛ وقد يخبر المريض عن الم ، وينضم إليه من القرائن ما يعلم صدقه ؛ ولو فرض ملك مشرف على التلف ورئيّ نشر الشّعر في ولده وغلمانه والصراخ العظيم والنحيب علم بالضرورة صدقهم.
احتجّ المنكرون بأمور (٥) :
__________________
(١) راجع المحصول : ٢ / ١٣٩ ـ ١٤١.
(٢) المستصفى من علم الأصول : ١ / ٢٦٦.
(٣) البرهان في أصول الفقه : ١ / ٣٧٨.
(٤) نقله عنهم الرازي في المحصول : ٢ / ١٤١.
(٥) ذكر الرازي احتجاج المنكرين والأجوبة عنها في المحصول : ٢ / ١٤١ ـ ١٤٣.