الفصل الرابع
في الخبر المقطوع بكذبه
وفيه مباحث :
المبحث الأوّل : في الخبر المخالف للمعلوم
الخبر الّذي ينافي مخبره وجود ما علم إمّا بالضرورة المستند إلى الحس أو الوجدان أو البداهة أو بالدليل القطعي (كذب قطعا) (١) لعدم المطابقة ومنه قول من لم يكذب قط : «أنا كاذب» فإنّه كذب قطعا ؛ لأنّ المخبر عنه فيه إمّا الأخبار الماضية ، وهو يدلّ على كذبه لانتفاء الكذب فيها فرضا ؛ أو نفسه ، وهو باطل ، لأنّ الخبر متأخّر في الرتبة عن المخبر عنه ، فلو جعلنا الخبر خبرا (٢) عنه لزم تأخّر الشيء عن نفسه بالرتبة ، وهو محال.
أمّا ما يخالف الدليل القاطع إن احتمل التأويل أمكن صدقه ، لجواز أن يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تكلّم به لإرادة ذلك المعنى ، كما في إنزال المتشابهات.
__________________
(١) في «أ» : كذبا قطعيا.
(٢) في «أ» : جزءا. وفي المحصول : ٢ / ١٤٧ ؛ فإن جعلنا الخبر عين المخبر عنه.