الفصل الخامس :
في خبر الواحد
وفيه مباحث :
الأوّل : في حدّه
قال بعضهم (١) : خبر الواحد ما أفاد الظنّ ، وهو غير مطّرد بالقياس فإنّه يفيد الظنّ وليس خبر واحد ، وغير منعكس فإنّ الواحد لو أخبر بما لم يحصل معه الظنّ فإنّه خبر واحد. وإن لم يفد الظنّ ، فقد وجد المحدود دون الحد في الثاني وبالعكس في الأوّل مع أنّ الظنّ قد يراد به العلم لقوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)(٢) أي يعلمون. والحد يجب عدم استعمال المشترك فيه.
وفيه نظر ، لأنّ استعماله في العلم مجاز ، فلا يمنع من ذكره في الحد إذا أريد منه حقيقته.
وقيل (٣) : ما كان من الأخبار غير منته إلى حد التواتر.
__________________
(١) القائل بعض الأشاعرة كما ذكر الآمدي في الإحكام : ٢ / ٤٧.
(٢) البقرة : ٤٦.
(٣) القائل هو الآمدي في الإحكام : ٢ / ٤٨.