الكتاب ، وكذا لو تعارض [دليل] عقليّ وعموم آية ، فإنّ العقل يقدّم ، وكذا الإجماع وخبر الواحد.
على أنّ السنّة الناسخة ليست منافية للقرآن ، بل مبيّنة ومخصّصة للأزمان.
المبحث الرابع : في نسخ السنّة المتواترة بمثلها وبالقرآن
اتّفق القائلون بالنسخ على جواز نسخ السنّة المتواترة بمثلها ، لتساويهما في الدلالة وقوّتها ، ووجوب الرجوع إليها.
وأمّا نسخ السنّة بالقرآن ، فذهب إليه أكثر الناس من الأشاعرة والمعتزلة ، والإماميّة ، والشافعي في أحد قوليه ، ومنع في الآخر من جوازه عقلا ، ووقوعه سمعا.
لنا وجوه :
الأوّل : أنّهما دليلان من الله تعالى قطعيّان ، فكما جاز نسخ أحدهما بجنسه ، جاز بغيره ، لتساويهما.
الثاني : التوجّه إلى بيت المقدس ، كان واجبا في ابتداء الإسلام بالسنّة ، لعدم قرآن يدلّ عليه ، إلّا قوله : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(١) وليس دليلا عليه ، بل على التخيير بين الجهات.
__________________
(١) البقرة : ١١٥.