وهذا الجزء الّذي يزفه الطبع إلى القراء الكرام أخذ على عاتقه البحث عن القياس وقد أغرق في البحث فلم يبق في القوس منزعا.
فناسب أن أقدّم شيئا حول القياس حتّى يقف القارئ الكريم على موقف الفقه الإمامي من هذه القاعدة الّتي هي الركن الركين للفقه السنّي وأشير في هذا التقديم إلى أقسام القياس وأنّ موضع الفقه الإمامي بالنسبة إليه هو القول الوسط فلا يرفضه بتاتا ولا يأخذ به بدون شرط وقيد ، ولعلّ القارئ الكريم يلمس ما ذكرنا من قراءة هذه المقدمة المتواضعة.
وقبل الخوض في المقصود نقدّم أمورا تسلّط الضوء عليه.
١. القياس لغة
القياس لغة يستعمل في معنيين :
١. التقدير : قال في «لسان العرب» : قاس الشيء يقيسه قيسا إذا قدّره على مثاله ، والمقياس المقدار. (١)
ومن ذلك يقال : قاس الثوب بالذراع إذا قدّره به.
٢. المساواة : يقال : فلان لا يقاس بفلان ، أي لا يساوى به.
قال الإمام علي عليهالسلام : «لا يقاس بآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الأمّة أحد». (٢) أي لا يساوى بهم أحد.
__________________
(١) لسان العرب : مادة «قاس».
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٢.