البحث الرابع : في المناسب
وفيه مطالب :
المطلب الأوّل : في تعريفه
وله تعريفات :
الأوّل : قال أبو زيد (١) : المناسب عبارة عمّا لو عرض على العقول تلقته بالقبول.
وهو موافق للوضع اللغوي حيث يقال : هذا مناسب لذلك ، أي ملائم له ، غير أنّه لا طريق للمناظر إلى إثباته على خصمه ، لأنّه قد يقول : إنّ عقلي لا يتلقّاه بالقبول فلا يكون مناسبا بالنسبة إلى ، وإن تلقاه عقل غيري بالقبول فإنّه ليس الاحتجاج علي بتلقّي عقل غيري له بالقبول أولى من الاحتجاج على غيري بعدم تلقّي عقلي له بالقبول.
وبهذا الاعتبار منع أبو زيد وجماعة من التمسك في إثبات العلّة في المناظرة بالمناسبة والإحالة ولم يمنع من التمسك في حقّ المناظر نفسه ، لأنّ العاقل لا يكابر نفسه.
الثاني : أنّه الّذي يفضي إلى ما يوافق الإنسان تحصيلا وإبقاء. ويعبّر
__________________
(١) نقله عنه الآمدي في الإحكام : ٣ / ٢٩٤ ، الفصل الأوّل : في تحقيق معنى المناسب.