مقدّمة الأستاذ السّيّد جلال الدّين الآشتيانيّ
نقلها الى العربية : علي هاشم الأسدي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الآخوند الملّا نعيما الطّالقانيّ أحد علماء الإماميّة المشهورين ، ويعرف بالملّا محمّد نعيم أيضا.
كان يواصل دراسته بأصفهان في أواخر العهد الصّفويّ ونقتني كتابين من كتبه : أحدهما أصل الأصول وقد طبعته في سلسلة منتخبات فلسفي ، والآخر هو كتابه المفصّل منهج الرّشاد في معرفة المعاد الّذي ألّفه بعد عودته إلى أصفهان إذ كان قد نزح منها إثر فتنة الأفغان ، فعاد إليها بعد أن أجلاهم عنها القائد الشّهير نادر شاه أفشار. ولم يتحدّث المؤلّف عن سيرته في الكتابين المذكورين ، بيد أنّه عرّف نفسه بإيجاز في الكرّاس الملحق بأوّل كتاب أصل الأصول. ويستبين منه أنّ المترجم له كان ذا قريحة شعريّة ، لأنّه كتب في آخر الصّفحات الثّلاث الملحقة بكتاب أصل الأصول ـ الّذي يشكّل أحد أجزاء كتابنا منتخبات فلسفي ـ والمطبوعة على حدة :
«لكاتبه ومالكه ومؤلّفه وواقفه ملّا نعيما المعروف بالعرفيّ (١) الطّالقانيّ».
نزلت بصاحب التّرجمة مصائب محيّرة بعد غزو الأوباش أصفهان ، فقد قضى الغزاة على جلّ أقربائه ، فاضطرّ إلى الخروج من أصفهان ليلا بمساعدة بعض الأصدقاء والنّاصحين ، ووصل إلى قمّ بعد أن تجشّم عناء كبيرا في سفره.
عرفه بعض العلماء الّذين كانوا قد ذهبوا إلى أصفهان سابقا لطلب العلم وغادروها
__________________
(١) العرفي : اسم خاصّ اختاره الشاعر لنفسه ويذكره في آخر بيت من كلّ قصيدة ، على عادة شعراء الفارسيّة.