عليّ من أعاظم تلاميذ الشّيخ الأنصاريّ ، والسّيّد حسين كوه كمري.
وكان المغفور له الميرزا رفيعا القزوينيّ من أجلّة تلاميذ الشّيخ الأنصاريّ ، وفي العلوم العقليّة من تلاميذ الملّا اسماعيل بن محمّد سميع الأصفهانيّ. وكان معاصرا للأستاذ الشّهير الحكيم المتألّه السّبزواريّ رضوان الله عليه. وذهب والده وأخوه الملّا شفيعا من الطّالقان إلى قزوين لطلب العلم ، وتوطّناها. كما أنّ جدّ السّادة (شهيدي قزويني) و (الملّا صالح) وأخاه الآخر ، كانوا من أهل برغان قريبا من كرج أو بين قزوين وكرج ، ودرسوا في قزوين ، وتقدّم أولاده في العلم.
* * *
الطّالقان منطقة من المناطق التّابعة لطهران ، وتقع في الشّمال الغربيّ منها. وهي منطقة جبليّة ، وقسم مهمّ منها في وادي شاهرود وأغلب قراها محاذية للرّوافد المتفرّعة من نهر المدينة المذكورة. ويبلغ عدد قراها ثماني وسبعين قرية. وعدد سكّانها ، على ما جاء في الجزء الخامس من معجم معين (قسم الأعلام) الّذي أعدّه الأستاذ الجليل فضيلة الدكتور معين رحمهالله ، أربعة وعشرون ألفا وثلاثمائة نسمة.
ولعلّ عددهم قد زاد في هذه البرهة الّتي أكتب فيها مقدّمتي (١٤١٧ ه). وربما تبعت الطّالقان غيرها من المدن الصّغيرة والقرى في هجرة أهاليها إلى المدن الكبيرة.
القرى والقصبات بمنزلة الرّئة للبلاد. وما دام النّفط ، والغاز ، والمعادن موجودة وتباع ، فالمصيبة أقلّ ، ولكن إذا نفدت هذه الثّروات فانّ البلدان النّفطيّة تتحوّل إلى بلدان مستجدية ، فلا بدّلها من التّفكير بمصيرها.
الطّالقان التّابعة لقزوين هي غير الطّالقان التّابعة لخراسان ، الّتي كان منها العالم المحدّث أبو محمّد بن محمود بن خدّاش (المتوفّى ٢٤٤ ه) الّذي كان يسكن بغداد. واستمع الحديث من جماعة ، وهو نفسه كان ناقلا للحديث ، ومات في التّسعين من عمره.
وكان أبو عبد الله السيّديّ من أهل الطّالقان التّابعة لقزوين ، ومن أئمّة علم الحديث ، وأكابر الصّوفيّة في عصره. توفّي سنة ٣٢٠ ه.
وكان منها أيضا العالم المحدّث أبو الحسن عبّاد بن عبّاس بن عبّاد (المتوفّى سنة ٣٣٤