أو ٣٣٦ ه) وقد سمع الحديث من جماعة وهو والد العالم المعروف الصّاحب بن عبّاد.
واخترع الأستاذ الكبير وفنّان الأعصار والدّهور الميرزا عبد المجيد الطّالقانيّ المعروف بدرويش عبد المجيد خطّ النّستعليق ، وكان ذا ذوق رفيع وقدرة خلّاقة ، ولم يبلغ أحد من أولي الفنّ ما بلغه هذا الشّخص. وربّى تلاميذ فنّانين كان لهم صيتهم الذّائع. وحظي باحترام الجميع ، ودعاه حكّام السّلالة الزّنديّة إلى شيراز ليلحق بهم ، فأصابته الحمّى في اصفهان ولم يستطع أن يستجيب لطلبهم. وكتب في آخر رسالة بعثها إليهم يخبرهم أنّ الحمّى الشّديدة قد أنهكت بنيته ، وأنّ الأطبّاء أبدوا عجزهم عن معالجته.
* * *
بعد أن انتقلت العاصمة إلى أصفهان في العصر الصّفويّ ، وجدها (سلطاني بزرگ) أفضل مكان يجدر أن يكون عاصمة لأسباب متنوّعة ، فظفر بأحسن موضع لحكومته بهمّته العالية. وتتمتّع المدينة بمناخ يندر مثله ، وبيئة تبعث على النّشاط ، وكانت فيها مدارس متعدّدة. والأهمّ من ذلك كلّه أنّ لها سوابق خاصّة من حيث عراقتها ، ولذا كانت محطّا لأنظار الشّعراء ، وقاعدة لإقبالهم على تلك الجنّة الثّانية الّتي كان نهر (زنده رود) أو (زاينده رود) رصيد حياتها :
كأنّ حنين الزنرود خلالها |
|
حنين أسود للمجاعة تزأر |
ترى ماءها مثل اللّجين وأرضها |
|
كجنّة عدن روضها يتعطّر |
وعند ما انتقلت العاصمة إلى طهران ، ظلّت اصفهان محافظة على مركزها العلميّ مدّة مديدة ، وكانت لقزوين حوزة علميّة مهمّة نوعا ما ، بيد أنّ الطلّاب كانوا يقصدون اصفهان لنيل الدّرجات العالية من العلم. ولكن تبدّلت طهران إلى حوزة علميّة مهمّة ، ورغب فيها أساتذة كبار ، وتقاطر عليها طلّاب العلم من الطالقان ، وقزوين وزنجان ، وأمصار أخرى منها آذربايجان ، ومدن القفقاز الشّيعيّة المهمّة ـ مع أنّ حوزتها كانت حديثة ـ لدراسة الحكمة والعرفان والفقه والعلوم الرّياضيّة ، وزادتها دار الفنون [جامعة طهران] أهمّيّة.
وكانت حوزة طهران أقرب حوزة إلى طلّاب الطّالقان. وكان طلّاب العلوم النّقليّة والعقليّة في الماضي يذهبون إلى قزوين الّتي كانت مركزا مهمّا ردحا من الزّمن. أمّا في الفترة الّتي كان فيها السّيّد الدّاماد المعروف بالميرمحمّد باقر ـ أكبر فيلسوف إسلاميّ بعد