الفريقين أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ، يدور معه حيثما دار. ولهذا الحديث معان متعدّدة ، ومعناه الحقيقيّ وحقيقته يدلّان على أنّ حظّ أمير المؤمنين عليهالسلام من المقامات مقام «أو أدنى» ، وتلك الحقيقة (عليّ عليهالسلام) صاحبة جنّة الأسماء والذّات. وجنّة الأفعال وحدها قاصرة عن قبول الإحاطة العلويّة وصاحب جنّة الصّفات والذّات في نهاية القرب من ربّ الأرباب : «يدور مع الحقّ حيثما دار ويدور الحقّ معه حيثما دار».
إنّ قرب أولي السّلوك من طلّاب التّوحيد ـ الّذين ذاقوا طعم العلم الحاصل من العمل ـ إلى الحقّ هو إمّا من قبيل قرب النّوافل ، وصاحب هذا المقام يعلم أنّ النّافلة غير ملزمة ، بيد أنّ نيل مقام القرب التّامّ لا يحصل بلا عبور من قرب النوافل. ومن خواصّ قرب النّوافل هي أنّ الحقّ تعالى قال : العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى كنت سمعه وبصره ... وإمّا كبعض أرباب السّلوك أصحاب قرب الفضائل. وفي هذا القرب تكون إرادة العبد مندكّة في إرادة الحقّ. وقد فرض الحقّ تعالى عليهم الأعمال والعبادات الّتي يلتزم العبد بأدائها ، على خلاف القرب الحاصل من النّوافل الّتي يسوق الحقّ الملتزمين بها إلى مقام القرب ، بيد أنّ الأثر المترتّب على الفرائض لا يترتّب عليها.
وهم ودفع
القائلون بالتّناسخ ينكرون المعاد ، ويعتقدون أنّ النّفس في انتقال دائم من جسم إلى آخر ، من هنا فهم ينكرون الحشر والنّشر أي : المعاد.
نقل عن الأئمّة عليهمالسلام أنّهم قالوا : من قال بالتّناسخ فهو كافر.
من مفاسد التّناسخ إنكار المعاد. ومن الأمور المسلّم بها أنّ عودة الرّوح إلى البدن في القيامة معاد ، وأنّ عودتها وتعلّقها بالبدن في الدّنيا تناسخ. وهذا البحث لا يرتبط بإحياء الأموات ، بل هو أمر آخر.
إنّ مسألة الرّجعة ليست من سنخ إحياء الأموات في النّشأة الدّنيويّة ، وظهور أصحاب الولاية الكلّيّة من المحمّديّين في عالم الدّنيا من غوامض المسائل والمباحث في هذا الباب. ولا يتيسّر إدراك معنى الرّجعة وكيفيّة تحقّقها لكلّ أحد.