إثباتا (على سبيل التنبيه والتذكير) إشارة شديدة الوقوع (٦) عند من له قوّة على ملاحظة الحقّ نفسه من غير احتياج إلى تثقيفه (١) وقرع عصاه وصرفه عن المغلّطات.
فنقول : «يجب أن يتوهّم الواحد منّا كأنّه خلق دفعة ، وخلق كاملا ، لكنّه حجب بصره عن مشاهدة الخارجات ، وخلق يهوي في هواء وخلاء ، هويّا لا يصدمه فيه قوام الهواء صدم ما (٢) (٧) يحوج إلى أن يحسّ ، وفرّقت (٨) بين أعضائه فلم تتلاق ولم تتماسّ ، ثمّ يتأمّل أنّه هل يثبت وجود ذاته فلا (٩) يشكّ في اثباته لذاته موجودا ، ولا يثبت مع ذلك طرفا من أعضائه. ولا باطنا من أحشائه ، ولا قلبا ولا دماغا ولا شيئا من الأشياء من خارج ؛ بل كان يثبت ذاته ولا يثبت لها طولا ولا عرضا ولا عمقا ، ولو أنّه أمكنه في تلك الحال أن يتخيّل هذا (١٠) أو عضوا آخر ، لم يتخيّله جزءا من ذاته ولا شرطا في ذاته. وأنت تعلم أنّ المثبت غير الّذي لم يثبت ، والمقرّ به غير الّذي لم يقرّ به ، فإذن للذّات التي أثبت وجودها خاصيّة لها على أنّها هو بعينه غير جسمه وأعضائه التي لم تثبت ، فإذن المثبتة (٣) (١١) له سبيل على تنبّهه (١٢) على وجود النفس شيئا غير الجسم ، وأنّه (٤) عارف به مستشعر له ، فإن (١٣) كان ذاهلا عنه ، يحتاج إلى أن يقرع عصاه» (٥) انتهى كلامه.
«في شرح كلام الشيخ»
وأقول وبالله التوفيق :
قوله : «في إثبات النفس وتحديدها من حيث هي نفس» ، أي من حيث إنّ لها إضافة
__________________
(٦) في المصدر : شديدة الموقع ...
(٧) صدما ما ...
(٨) وفرّق بين ...
(٩) ولا يشكّ ...
(١٠) يتخيّل يدا أو عضوا ...
(١١) المثبت ...
(١٢) سبيل إلى أن يتنبّه ...
(١٣) وإن كان ...
(١) تثقيف الرماح : تسويتها.
(٢) صدما ظ.
(٣) المتنبّه ظ.
(٤) فإنّه خ ل.
(٥) الشفاء ـ الطبيعيّات ؛ وقد مرّ.