متبدّلة ، مع بقاء هذيّة الشخص الإنسانيّ بعينها ، وفيه المطلوب.
لا يقال : سلّمنا أنّ الشخص الإنسانيّ عبارة عن مجموع النفس والبدن.
إلّا أنّا نقول : لم لا يجوز أن يكون هو عبارة عن نفس خاصّة وعن بدن ما؟ لا بأن يكون هناك بدن مطلق على سبيل العموم جزء من المجموع ، حتّى يرد أنّ المطلق بإطلاقه كيف يكون جزء من المشخّص ، وكيف يكون له دخل في تشخّص الجزء الآخر المشخّص أعني النفس ، بل بأن يكون هناك أبدان مشخّصة خاصّة كلّ واحد منها على سبيل البدليّة جزء للشخص الإنسانيّ وله مدخل في تشخّص النفس.
لأنّا نقول : هذا بعينه هو القول بالتناسخ لو كانت تلك الأبدان الخاصّة أبدانا عنصريّة كما هو المفروض ، وقد عرفت بطلانه ، فظهر لك أنّ البدن الذي هو جزء للشخص الإنسانيّ يجب أن يكون بدنا خاصّا بخصوصه الذي خصوصيّته إنّما هي بخصوصيّة الأجزاء الأصليّة منه لا غير. وفيه المطلوب.
فإن قلت : إنّ خصوصيّة البدن كما هي بخصوصيّة الأجزاء الأصليّة منه ، كذلك هي بخصوصيّة التأليف الخاصّ والهيئة الخاصّة البدنيّة جميعا ، فإنّه لو لم يكن كذلك ، وكان المدخل فيه للأجزاء الأصليّة فقط كيفما كانت ، لزم أنّه لو كان هناك الأجزاء الأصليّة البدنيّة من غير تأليف أصلا ، ولا هيئة تركيبيّة مطلقا ، كان ذلك البدن الخاصّ حاصلا هناك ، والبديهة تشهد بخلافه.
قلت : إنّا ندّعي أنّ الأجزاء الأصليّة من بدنه من حيث خصوصيّتها الخاصّة لها مدخل في خصوصيّة البدن ، وكذا في خصوصيّة النفس وخصوصيّة الشخص الإنسانيّ ، وأمّا التأليف الخاصّ والهيئة الخاصّة ، بل الأجزاء الفضليّة أيضا ممّا لا مدخل له في شيء من ذلك أصلا ، بدليل أنّا نشاهد تغيّره وتبدّله مع بقاء تشخّص الشخص الإنسانيّ بحاله ، وقد عرفت أنّ الشخص الإنسانيّ عبارة عن مجموع النفس والبدن ، نعم لكليّات ذلك ـ أعني لفرد ما من الهيئة التركيبيّة البدنيّة الإنسانيّة ولفرد ما من التأليف البدنيّ الإنسانيّ ، بل لفرد ما من الأجزاء الفضليّة أيضا ـ مدخل على سبيل البدليّة لنوعية البدن خاصّة ، أي لكون البدن بدنا إنسانيّا مثلا ، ولصدق اسم البدن عليه ، وأنّه لو لا ذلك لانتفى البدن ، لا