الله عزوجل : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ) (١) قال : قوم كانوا مشركين ، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ، ثمّ إنّهم دخلوا في الإسلام فوحّدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النّار ، فهم على تلك الحال إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم (٢).
وروى أيضا فيه في باب «أصحاب الأعراف» عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثل الحديث السابق في بيان حال أصحاب الأعراف.
وروى عن رجل قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا» فاولئك قوم مؤمنون يحدثون في إيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها ، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم (٣) ، انتهى.
وقال الشيخ الصدوق ابن بابويه رحمهالله في «الفقيه» في باب «حال من يموت من أطفال المؤمنين» : «روى أبو زكريّا عن أبي بصير ، قال : قال : ابو عبد الله عليهالسلام إذا مات طفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض : ألا إنّ فلان بن فلان قد مات ، فإن كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين ، دفع إليه يغذوه ، وإلّا دفع إلى فاطمة عليهاالسلام تغذوه حتّى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته فتدفعه إليه. (٤)
وفي رواية حسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب عن الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ الله تبارك وتعالى يدفع إلى إبراهيم وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجر في الجنّة لها أخلاف كأخلاف البقر (٥) ، في قصر من درّ ، فإذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيّبوا وأهدوا إلى آبائهم ، فهم ملوك في الجنّة مع آبائهم ، وهو قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) (٦).
__________________
(١) التوبة (٩) : ١٠٦.
(٢) الكافي ٢ / ٤٠٧.
(٣) الكافي ٢ / ٤٠٨.
(٤) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٤٩٠.
(٥) الأخلاف جمع خلف : الثدي.
(٦) الطور (٥٢) : ٢٢ ؛ من لا يحضره الفقيه ٣ / ٤٩٠ ، وفي لفظه : كفّل ابراهيم ...