وبقية المقدمات فما لم يسترجعها يكونون مستلقين في أعمالهم.
الرابع : ما اختاره الإمامية من الأمر بين الأمرين.
أما الأشاعرة فيرد عليهم :
أولا : انا بالوجدان نفرّق بين حركة يد المرتعش وغيرها من الحركات الاختيارية ، وبين حركة النبض وتحريك الإصبع اختيارا ، والوجدان أعظم البراهين ، فحينئذ نسأل من الأشعري ونقول : ما الفرق بين الحركة الاختيارية والغير الاختيارية؟
فان قال : بعدم الفرق بينهما ، فهو إنكار للوجدان ، وإثبات المطلب على منكر الوجدانيات ممتنع نظير من أنكر استحالة اجتماع النقيضين.
وان قال : بأنّ الفرق بينهما بمقارنة الفعل الاختياري مع القدرة ، نقول : ما المراد من القدرة؟ ان أريد بها الإرادة والاختيار على الفعل فمعها لا معنى لأن يكون الفعل مخلوقا لله تعالى مع صدوره عن اختيار الفاعل ، وان كان المراد منها مجرد الشوق وحب الفعل فهو غير موجب لاختيارية الفعل ، ولذا لا تكون حركة النبض اختيارية مع انّ الإنسان يحبها وهو يشتاق إليها لأنها سبب حياة الإنسان ، فما هو الفارق بين الفعلين؟
وثانيا : انه على هذا المبنى يكون العقاب والثواب ظلما وقبيحا ، نظير عقاب العبد على طول قامته ، مع انّ الأشعري بنفسه يعاقب من ضربه بالحجر ولا يعاقب الحجر الواقع بنفسه من مكان مرتفع على رأسه ، وقد أورد هذا على رئيس الأشاعرة ، وهو أبو موسى الأشعري ، وأجيب عنه بجوابين :
الجواب الأول : انّ العقاب يكون على الكسب.
وفيه : انه ما المراد من الكسب ليكون العقاب عليه ، ان أريد منه معناه المتعارف الظاهر من اللفظ في الاستعمالات العرفية كما في قوله تعالى : (لَها ما