بين المنزل والمنزل عليه مناسبة تامة ، مثلا في باب الكنايات والاستعارات كثيرا ما يقع ذلك مثلا بتنزيل الرّجل الشجاع منزلة الحيوان المفترس فيقال : زيد أسد لكونه مشابها معه في أظهر خواصه وهو الشجاعة ، ولكن لا معنى لتنزيل البعوضة منزلة الأسد من غير مناسبة ، وهذا واضح ، فنقول : أيّ مناسبة تكون بين اللفظ والمعنى قبل الوضع ليكون التنزيل بتلك المناسبة؟
وثانيا : ان هذا المعنى بعيد عن ذهن عامة الناس مع ان الوضع يتحقق خصوصا في الاعلام الشخصية من جميع الناس بل من الأطفال بل من كثير من الحيوانات أيضا كما هو ظاهر.
وثالثا : التنزيل لا بدّ وأن يكون بلحاظ ثبوت آثار المنزل عليه على المنزل ، كما نرى ذلك في جميع موارد ثبوت التنزيل ، وفي المقام لا يثبت شيء من خواص المعنى للفظ ، مثلا لفظ العدم موضوع لهذا المفهوم الممتنع تحقّقه في الخارج ، فهل يثبت هذا الأثر للفظ العين والدال والميم وتكون مستحيلة أيضا؟! من الواضح عدمه ، فاذن هذا أيضا غير ثابت في المقام ، فالاعتبارية بهذا المعنى واضحة الفساد.
ثانيهما : أن يكون حقيقة الوضع اعتبار الوضع الحقيقي ، فان الوضع الخارجي عبارة عن المعنى المعروف المعبر عنه في الفارسي (گذشتن) فالواضع يعتبر هذا المعنى أي وضع اللفظ على المعنى في عالم اعتباره ليدل عليه ، كما ان في الخارج يوضع العلائم على بعض الأمكنة للدلالة على أمور ، مثلا وضع العمود على رأس الفرسخ للدلالة على المسافة ، أو العلم على الباب لكي يدل على انعقاد مجلس التعزية ، وغير ذلك :
وفيه : أولا : انه أيضا بعيد عن ذهن العامّة.
وثانيا : ان في الوضع الخارجي تكون أمور ثلاثة : الموضوع والموضوع عليه ، والموضوع له أعنى غاية الوضع ، وفي المقام ليس إلّا أمران ، فالموضوع عليه