(المطلق والمقيد)
الظاهر انه ليس للقوم اصطلاح خاص في هذين اللفظين ، بل يريدون بالمطلق اللغوي وهو المرسل ، وبالمقيد خلافه ، ويتصف بكل منهما كل من اللفظ والمعنى ، فيقال : معنى مطلق أو لفظ مقيد ، وعلى هذا فلا وجه لتعريف المطلق والمقيد ثم الإشكال عليه بعدم الاطراد والانعكاس.
وقد تعرضوا بالمناسبة لبيان ما وضع له جملة من الأسماء.
منها : اسم الجنس. فنقول في توضيحه : انّ الإنسان قد يلحظ الماهية مقتصرا على ذاتياتها ولا يلاحظ معها شيء آخر أصلا حتى الاقتصار على الذات وعدمه ويعبر عنها بالماهية المهملة ، ولا يحمل عليها شيء سواء ذاتها وذاتياتها ، فيقال : الإنسان من حيث هو حيوان أو ناطق أو حيوان ناطق بنحو القضايا الأولية ، وهي موجودة في ضمن جميع الأقسام الآتية ، وهي المعبر عنها بالكلي الطبيعي. وقد تلحظ بالإضافة إلى الخارج عن ذاتياتها ، ويعبر عنها حينئذ أي إذا لوحظت مع لحاظ الخارج عن ذاتياتها باللابشرط المقسمي ، وكأنّه قسم للطبيعة المهملة ، لأنها لم يكن يلحظ معها شيء خارج عن ذاتها ، وفي اللابشرط المقسمي يلحظ ذلك وهو مقسم للاقسام الآتية ، فانّ الماهية بعد ما لوحظت مع الخارج عن ذاتياتها.
فتارة : تلحظ موضوعيا بحيث لا تصدق على شيء من افرادها أصلا ، ويعبر عنها بالماهية المجردة وبشرط لا ، وهي الكلي العقلي ، ولا موطن لها إلّا في الذهن ، فلا يحمل عليها إلّا المعقولات الثانوية مثل عنوان نوع ان كان جامعا بين الافراد ، أو عنوان جنس ان كان جامعا بين الأنواع.