التحقيق : انه ان قلنا : بان أول شوال عنوان مركب من أمر وجودي وهو كون اليوم من شوال ، وأمر عدمي وهو عدم كون اليوم السابق عليه من شوال ، فيمكن إحرازه بالاستصحاب ، بضم الوجدان إلى الأصل ، فان كون يوم ما بعد يوم الشك من شوال محرز بالوجدان ، ويجري عدم كون اليوم السابق عليه من شوال بالتعبد الاستصحابي. وأما ان قلنا : بأن أول الشهر عنوان بسيط ينتزع من كون اليوم من الشهر وعدم مسبوقيته بيوم آخر منه ، فلا يمكن إثباته باستصحاب عدم طلوع الهلال في اليوم السابق أو عدم كونه من الشهر اللاحق ، لأنه مثبت.
والظاهر عرفا ان عنوان أول الشهر وكذا ما بعده عنوان بسيط غير مركب ، وعليه يشكل الأمر في الحكم بكون ما بعد يوم الشك عيد.
وقد ذكر الميرزا (١) قدسسره ان الوجه في ذلك ليس هو الاستصحاب ، بل يستفاد ذلك من بعض الروايات الواردة في ان أول شهر شوال يثبت بأحد أمرين ، رؤية الهلال ومضي ثلاثين يوم من رمضان ، وفي الفرض مضى من رمضان ثلاثون يوما ، تسع وعشرين منه مضى وجدانا واليوم الثلاثون منه بالتعبد الاستصحابي.
وهذا الوجه وان كان متينا في الجملة ، إذ لا يجري في غير شهر شوال من بقية الشهور ، ولا في غير يوم أول الشهر من بقية الأيام ، لعدم ورود النص فيها ، بل لا بد في إثباته في كل من الموردين بعدم القول بالفصل ، إلّا انه غير محتاج إليه ، لإمكان إثبات ذلك بالاستصحاب ، وذلك لأنه بعد مضي آن أو أقل من ما بعد يوم الشك يقطع بتحقق أول شهر شوال ، أما قبل أربع وعشرين ساعة فيكون منقضيا ، وأما الآن فهو باق ، فيستصحب بقاؤه.
__________________
(١) أجود التقريرات : ٢ ـ ٤٢١ ـ ٤٢٢.