الناقص عن حدّ الكرّ إلى غير ذلك ، فإنّ المفهوم منها انتفاء الحكم في الناقص على الأوّل ، وفي الزائد على الثاني ، ومرجعه إلى الوصف ، لما عرفت من أنّ تعليق الحكم عليه قد يدلّ على المفهوم بمعونة المقام ، والحال في الأمثلة المذكورة من هذا القبيل ، وقد لا يفيد تعليق الحكم على أحد الوصفين مفهوما ، كما لو وقع جوابا عن المقيّد ، أو ظهرت هناك حكمة اخرى للتعيين سوى التخصيص.
[مفهوم ترتيب الذكر]
ومنها : مفهوم ترتيب الذكر في القرآن أو مطلقا حيث يدلّ على ترتيب الحكم ، فإن استند في ذلك إلى النصّ الدالّ على وجوب الابتداء بما بدأ الله تعالى به كان من المنطوق ، وإلّا فلا دلالة عليه إلّا إذا دلّت القرينة على استعمال الواو فيه للترتيب ولو على سبيل المجاز، فيرجع إلى المنطوق أيضا.
[مفهوم ترك البيان]
ومنها : مفهوم ترك البيان في موضع البيان ، كالجمع بين الفاطميّتين ، ومثله الحكم في كلّ حكم يعمّ البلوى به فتشتدّ الحاجة إليه ، فترك البيان في مثله يدلّ على انتفاء الحكم فيه ، وهو الّذي يعبّر عنه بعدم الدليل دليل العدم ، ولا ربط لذلك بالمفهوم.
[مفهوم التعريض]
ومنها : مفهوم التعريض الحاصل بإيراد الكلام في معرض بيان حال المخاطب ، مثلا : كربّ راغب فيك ، أو إنّي راغب في امرأة تشابهك في الجمال ، أو قال لخصمه مشيرا إليه : لست زانيا ، ولا أمّي زانية ، أو قال لمن أصابه من ناحيته أذيّة : «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه» مشيرا به إلى خصوص المؤذي ، إلى غير ذلك من الألفاظ الدالّة من جهة الإشارة والسياق على مقصود