مفهوم المشتق
الكلام في مفهوم المشتق والبحث في بساطته وتركيبه
الحقّ أنّ الاختلاف الواقع في هذا المقام في موضعين ، فالمنصف يصدّق قولنا الذي نقول إن شاء الله ، وأمّا كلماتهم وبطلان مقالاتهم ينشأ من عدم التمييز بين المقامين فنقول بعونه تعالى إنّه ربّما نقول مفهوم المشتق ونريد ما يفهم من لفظ المشتق ، وربّما يكون مرادنا من المفهوم حقيقته ، فإذا فهمت هذا التقسيم ، فالحقّ على ما يقتضيه النظر الدقيق هو القول بتركّب مفهوم المشتق بالمعنى الأوّل وتنقيح المطلب على ما هو عليه مستلزم لتمهيد مقدمة :
وهي أن يعلم كيفية الوضع في المشتقات فنقول : إنّ من المسلّمات أنّ وضع المواد بالوضع الشخصي والهيئات بالوضع النوعي ، فبعد ذلك نقول بأنّه إمّا نقول بأنّ للمشتقات وضع واحد بمعنى أنّ المراد مثلا لضاد وراء وباء وهيئتها وضع واحد ، وإمّا أن نقول بأنّ لكلّ منهما وضع مستقلّ.
لا إشكال بأنّ وضع المشتقات يكون بالنحو الثاني ولا اختصاص بالمشتقات ، بل كلّ ما يكون له مادة وهيئة يكون له وضعان وضع للمادة ووضع للهيئة ، وهذا مذهب المتأخّرين وعندهم من المسلّمات ولا يحتاج الى إقامة برهان ، بل مع قطع النظر عمّن يكون له اطلاع في العلوم كلّ جاهل يصدّق دعوانا ، لأنّه إذا عرض مثلا