الفصل الثاني
فيما يتعلق بصيغة الأمر :
والكلام فيها أيضا يقع في مقامات :
المقام الأول :
قد ذكروا لصيغة الأمر معان تبلغ الى خمسة عشر ، بل الى خمسة وعشرين معنى ولا يخفى أنّه من المقطوع أنّ كلّ ما ذكروا ليس معنى للصيغة بل في بعضها لا يمكن تصوره ولا يعقل مثلا في التعجيز والتسخير إذ مفاد الهيئة كما يكون بمعنى الطلب أو البعث قد يلاحظ نسبته بين المادة والمتكلم والمخاطب فيكون البعث أو الطلب نحو المادة ويكون المخاطب مبعوثا الى المادة كذلك لا بدّ أن يكون في التعجيز والتسخير كذلك يعني لا بدّ أن يلاحظ النسبة التي هي مدلول الهيئة بين المادة والمتكلم والمخاطب ، والمخاطب يكون مبعوثا نحوا لمادة وهذا غير معقول. وأيضا لا معنى لجعل المخاطب عاجزا بالحدث وما هو الممكن هو أن يعجّز المتكلم المخاطب بتحريكه نحو المادة ، وهذا معنى تعجيزه إذ المخاطب عاجز عن الاتيان ، فعلى هذا يكون التعجيز في البعث نحو الاتيان.
فإذا ظهر لك فاعلم أنّ الحقّ هو كون الصيغة موضوعة للبعث لما قلنا والمعاني الذي ذكروا للصيغة لم تكن معاني لها ، بل تكون من قبيل الدواعي فعلى هذا معنى