الجهة الاولى :
أنّ علم الاصول علم مستقل أصلا ، أو لا يكون علما مستقلا ،
في أنّ علم الاصول علم مستقل أصلا ، أو لا يكون علما مستقلا ، بل لا يكون إلّا جمع متفرقات غير مربوط كل من مسائله بالآخر ، قد جمعت المتفرقات لأجل توقّف الاستنباط بها مع عدم كونها علما خاصا في مقابل العلوم.
قد يقال بعدم كون علم الاصول علما مستقلا في مقابل سائر العلوم يعني فنّا في قبال سائر الفنون ؛ لأنّ مرادنا من العلم في تعبيراتنا هنا هو العلم بمعنى الفن ووجه عدم كونه علما وفنا مستقلا هو أنّ المسائل المختلفة والمتشتتة لا تصير علما واحدا ومن مسائل علم واحد إلّا بعد كون الوحدة ذاتية بين هذه المسائل ، ولا تكفي الوحدة الاعتبارية ؛ لأنّه لو كانت الوحدة الاعتبارية كافية في صيرورة مسائل مختلفة علما واحدا فيمكن أن يعتبر كلّ أحد بين مسألتين أو مسائل حيث وحدة ويسمي هاتين المسألتين أو تلك المسائل علما واحدا ، ولازم ذلك تكثّر العلوم باعتبار ذلك ، والحال أنّ ذلك مستهجن ولا يمكن الالتزام به ، وكيف يحسب الناس العلم الذي جعله الشخص بنظره باعتبار الوحدة التي اعتبرها هذا الشخص علما ، إيجاد الوحدة الاعتبارية بين مسائل لا تصيّر هذه المسائل علما على حدة ، بل لا بدّ من وحدة ذاتية ، وحيث اعتبر في صيرورة مسائل مختلفة علما مستقلا كون وحدة