الثاني تأكيدا للأمر الأوّل.
ولكن لا يخفى عليك أنّ كون إطلاق الهيئة مقتضيا للتأسيس مطلقا في غير محلّه ، بل الهيئة دالّة على البعث نحو المتعلّق ويدعو نحوه ، فلو لم يقع بعث نحو المتعلّق يكون لازم البعث إتيان متعلقه في الخارج ، وأمّا لو بعث نحو المتعلّق بانشاء قبلا فيكون بعثه تأكيدا للبعث الأوّل ، فعلى هذا لم يقع تعارض بين إطلاق المادة والهيئة أصلا ، فظاهر الأمر بعد الأمر قبل امتثال الأمر الأوّل هو التأكيد إلّا إذا دلّ دليل على خلاف ذلك وكونه تأسيسا لا تأكيدا.
هذا تمام الكلام في الأوامر ، والحمد لله أولا وآخرا ، وصلّى الله على رسوله وآله وسلّم وأنا العبد علي الصافي وفّقه الله تعالى لمرضاته وأعطاه خير الدنيا والآخرة ، وجعل عاقبة أمره خيرا.