الجهة السابعة
في الوضع
والكلام فيه في امور :
الأمر الأوّل في معنى الوضع وحقيقته :
اعلم أنّك ترى أنّهم عرّفوا الوضع بتعريفات فتارة عرّفوه بأنّ الوضع هو تعيين اللفظ للمعنى ، وتارة تخصيص اللفظ بالمعنى ، وتارة تنزيل اللفظ بمنزلة المعنى ، وتارة الوضع هو نحو اختصاص للفظ بالمعنى وارتباط خاص بينهما ، كما قاله المحقّق الخراساني رحمهالله. ولكن ما هو المهم هو فهم حقيقة الوضع فنقول بعونه تعالى مقدمة :
إنّ أهل المعقول قالوا بأنّ الوجودات أربعة : وجود في الأعيان ، ووجود في الأذهان ، ووجود في العبارة ، ووجود في الكتابة. أمّا الوجود العيني ـ يعني الخارجي ـ وكذا الوجود الذهني فهما وجودان حقيقة ، ولا إشكال فيهما وأمّا القسمان الأخيران فإطلاق الوجود عليهما يكون مجازا فالوجود الكتبي لزيد أو وجوده اللفظي ليس زيدا حقيقة ، بل يطلق زيد على زيد المكتوب أو زيد الملفوظ بالعناية والمجاز ، فإنّ حقيقة زيد الذي كتب في الكتاب ليس إلّا المركّب والقرطاس ، فهذا الوجود الحقيقي للقرطاس والمركّب لا لزيد ، فإطلاق زيد الحقيقي يكون عليه مجازا ، وكذلك حال