بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الّذي هدانا إلى الصراط المستقيم ، وعرّفنا المستحقين للتقديم ، بما أنزله في الذكر الحكيم ، على نبيّه الكريم ، اللهمّ! فصلّ عليه وعلى أوصيائه الحفّاظ لشرعه القويم.
وبعد : فلسنا ببالغين من تعريفك ـ أيها القارئ الكريم ـ بالمؤلّف سماحة آية الله العظمى الشيخ علي الصافي الگلبايگاني (أورف الله ظلّه) مبلغ تعريف هذا الكتاب به ، وحسبك منه ـ وأنت تقرؤه في هذا الكتاب ـ أن تعرف به بحرا مواجا ، ويمّا عجّاجا ، واستاذا ماهرا ، وعمادا كابرا ، من كبراء الدّين وعظماء المجتهدين.
نشأ في بيت يرتع في رياض العلم والأخلاق ، فلمّا بلغ مبلغ الشباب الغض اصطلحت عليه عوامل الخير ، وجعلت منه صورة للفضيلة ، ثمّ كان لهذه الصورة التي انتزعها من بيته وبيئته وتربيته أثر واضح في نشأته العلمية ، ثمّ في مكانته الدينية بعدئذ ، فلم يكد يخطو الخطوة الاولى في حياته العلمية حتّى دلّت عليه كفايته ، فعكف عليه طلّابه وتلامذته ، وكان له في منتديات العلم : صوت يدوي ، وشخص يومأ إليه بالبنان.
وكان غالب تلمّذه واشتغاله في المعقول والمنقول ، والفروع والأصول ، على سيّد الفقهاء والمجتهدين الإمام البروجردي قدسسره الذي انتهت إليه زعامة المذهب الإمامي بوقته ، واستاذ الاصوليّين النبلاء الفحول ، بل الجامع بين المعقول والمنقول ، المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيّد محمّد الحجة الكوه كمري قدسسره ، وغيرهما من