الجهة الثامنة :
هل تكون الألفاظ موضوعة لمعانيها
بما هي هي أو بما هي مراده؟
هل تكون الألفاظ موضوعة لمعانيها بما هي هي أو بما هي مراده؟ وقبل تحقيق المسألة يلزم ذكر ما قاله المحقّق الخراساني رحمهالله وما في كلامه ، قال في الكفاية : إن كانت الألفاظ موضوعة لمعانيها بما هي مراده يلزم محذورات ثلاثة :
الأول : أن يكون قصد المعنى من قيود المستعمل فيه مع أنّه ثبت أنّ قصد المعنى كان من مقدمات الاستعمال.
الثاني : أنّه يلزم في صحّة الحمل والاسناد التصرف في الأطراف ، والحال أنّه يصحّ الحمل والاسناد بلا تصرّف في ألفاظ الأطراف.
الثالث : يلزم كون وضع عامّة الألفاظ عامّا والموضوع له خاصّا ، لمكان اعتبار خصوص إرادة اللافظين في ما وضع له اللفظ ثم بعد ذلك قال : وما حكي عن الشيخ والمحقّق الطوسي من مصيرهما الى أن الدلالة تتبع الارادة ، فليس ناظرا الى كون الألفاظ موضوعة للمعاني بما هي مرادة ، بل يكون ناظرا الى أنّ دلالة الألفاظ على معانيها بالدلالة التصديقية ، أي دلالتها على كونها مرادة للافظها بتبع إرادتها ويتفرّع عليها تبعية مقام الإثبات للثبوت وتفرّع الكشف على واقع المكشوف ... الخ.