الجهة الخامسة
عشرة فى المشتق
اعلم أن الكلام يكون في المشتق ومورد البحث فيه هو أنّ المشتق حقيقة في خصوص المتلبس بالمبدإ في الحال أو الأعمّ منه وعمّا انقضى عنه المبدأ بعد الاتفاق على كونه مجازا في ما يتلبس في المستقبل ، وتحقيق المقام موقوف على بيان مقدمات :
المقدّمة الاولى : اعلم أنّ المأخوذ في المشتق ولو على وجه الالتزام هو الذات والمبدأ والنسبة ، فباعتبار نسبة الضرب للذات يقال ضارب ، ومحلّ النزاع في المشتق ليس إلّا في هذه النسبة وجهة الإضافة ـ أعني إضافة الذات للمبدا فمن يقول بأنّ المشتق حقيقة في خصوص حال التلبس يقول بأنّ التلبس إذا كان باقيا يصحّ النسبة ، وإلّا فلا ، ومن يقول بكون المشتق حقيقة في الأعمّ يقول بصحّة النسبة وأنّ الانتساب باق ولو مع انقضاء التلبس.
فمحلّ الكلام ومورد النقض والابرام يكون في النسبة وفهمت بأنّ الدالّ على النسبة هو هيئة المشتق ، ففي المشتق لا يكون لفظه بهيئته ومادته موضوع للذات المقيّد ، بل المادة دالّة على المبدأ والهيئة دالة على النسبة فلا يكون اللفظ موضوعا للشخص الخاص حتى إذا لم تكن الخصوصية باقية لم يكن يصحّ الإطلاق ، بل الهيئة دالّة على النسبة ، والنسبة كونها دالّة على المتلبس أو الأعم يكون محلّ الكلام في