الفصل الثالث
الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره
تمهيد
لقد شغفت منذ شبابي بالقرآن ، وتذوقت أسلوبه الرائع الحكيم في شتى مواضيعه ودعوته وتوجيهاته وتقريراته ، واطلعت على جملة من كتب التفسير وغيرها من الكتب العربية قديمها وحديثها مما يتصل بموضوع القرآن ومبادئه وأهدافه والجدل حوله ، واستظهرت كثيرا من روائعه الجهادية والأخلاقية والاجتماعية والروحية ، وكانت لي منهاجا في ظروف حياتي التعليمية والجهادية ثم تيسرت فرصة السجن في دمشق قبل الحرب العالمية الثانية من قبل السلطات الإفرنسية بسبب الثورة الفلسطينية فرغت فيها لنفسي ، ورأيتها سانحة مباركة للاشتغال بالقرآن وخدمته أكثر من ذي قبل ، فحفظته غيبا من جهة وعدت إلى قراءة ما تيسّر لي من كتب التفسير والكتب القرآنية الأخرى من جهة أخرى ، وألفت كتبي الثلاثة فيها (١) ، فكان لي من ذلك مجال لإدامة النظر وإمعان الفكر والتدبر وانتهى بي الأمر إلى اليقين بأن أفضل الطرق لفهم القرآن وتفسيره أن يلاحظ الناظر فيه الأمور التالية مجتمعة :
__________________
(١) «عصر النبي وبيئته قبل البعثة» ـ «صور مقتبسة من القرآن». صدر عام ١٣٦٦ / ١٩٤٧ ، و «سيرة الرسول» جزءان ـ «صور مقتبسة من القرآن» صدر عام ١٣٦٧ / ١٩٤٨ ، و «نظم القرآن ودستوره في شؤون الحياة».