ومع أن المتبادر أن معنى آمين هو دعاء بالاستجابة فقد روى الزمخشري حديثا عن ابن عباس أنه سأل النبي عن معناها فقال له : (افعل). وقد روى كذلك في خطورة آمين وفي تعليم قولها للنبي من قبل جبريل حديثين آخرين واحد منهما عن أبي هريرة جاء فيه : «قال النبيّ آمين خاتم ربّ العباد على عباده المؤمنين».
وثانيهما عن أبي ميسرة التابعي جاء فيه : «أقرأ جبريل النبيّ فاتحة الكتاب فلما قال (وَلَا الضَّالِّينَ) قال له قل آمين فقال آمين» (١).
وبعض هذه الأحاديث لم يرد في كتب الأحاديث الصحيحة ولكنه ورد في كتب حديث أخرى مثل الطبراني وابن مردويه والإمام أحمد (٢). ولا تبعد في مآلها عن الحديث الوارد في هذه الكتب والله تعالى أعلم.
تعليق على تفسير شيعي باطني لكلمة الصراط
واستطراد إلى روايات ومذاهب مفسري الشيعة وأثرها
هذا ، وبمناسبة ورود كلمة الصراط في السورة نقول إن بعض مفسري غلاة الشيعة الباطنية يروون عن أبي جعفر الطوسي أنه قال لأبي عبد الله أحد الأئمة الإثني عشر الذين يدين لهم الشيعة بالولاية دون غيرهم : أنتم الصراط في كتاب الله وأنتم الزكاة وأنتم الحج؟ فقال يا فلان : نحن الصراط في كتاب الله عزوجل ، ونحن الزكاة ، ونحن الصيام ونحن الحج ، ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله» (٣).
وفي هذا ما هو ظاهر من الغلوّ الحزبي الذي ننزّه أبا عبد الله عنه ونرجّح أنه منحول له نحلا. ومثل هذا كثير مما سوف نعرض أمثلة منه في مناسبات آتية. بل هذا ديدن الشيعة غلاتهم ومعتدليهم وباطنييهم حيث يصرفون العبارات القرآنية إلى
__________________
(١) انظر فصل تخريج أحاديث تفسير الزمخشري لابن حجر في الجزء الرابع من «الكشاف».
(٢) انظر المصدر نفسه.
(٣) «التفسير والمفسرون» لمحمد حسين الذهبي ج ٢ ، ص ٢٦٧.