(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧))
(١) كل نفس بما كسبت رهينة : كل نفس مسؤولة بما عملت ومرتهنة به. وتأويل الطبري يفيد أن ذلك بالنسبة لذوي المعاصي والكافرين.
(٢) أصحاب اليمين : تعبير قرآني عن الناجين يوم القيامة.
(٣) ما سلككم في سقر : ما الذي جعلكم في عداد أصحاب جهنم.
(٤) الخوض : التوغل في الشيء ، والمقصود الخبط والتورط بدون علم وحق أو الاندماج في الباطل.
(٥) اليقين : الموت وانقضاء الحياة.
والآيات استمرار للسياق السابق كذلك. والآية الأولى خاصة تتمة للآية السابقة لها وتعقيب عليها بسبيل تقرير كون مصير كل نفس رهنا بما كسبته وشاءته من تقدم نحو الهدى أو تأخر عنه.
وقد قررت الآية الثانية بأسلوب استدراكي أن أصحاب اليمين لهم الجنات في الآخرة. وبسبب هذا الاستدراك أوّل الطبري وغيره بأن الآية الأولى تعني الذين يكسبون المعاصي ويكفرون ، فهم مرتهنون بما كسبوه من ذلك. وقد حكت الآية الثالثة وما بعدها حوارا مقدرا بين أصحاب اليمين والمجرمين ، فسأل الأولون الأخيرين سؤال تعجب وشماتة عما جعلهم في عداد أهل النار فأجابوا أن سبب ذلك هو أنهم لم يكونوا يعبدون الله ويصلون له ولا يطعمون المسكين ، وكانوا إلى هذا يخوضون في الباطل مع الخائضين ، ويكذبون بيوم الحساب والجزاء إلى أن انقضت حياتهم وصاروا إلى الحقيقة واليقين من أمرهم ؛ وحقّت عليهم كلمة العذاب الذي أوعدوا به ولم يصدقوه.