هذا ، والآيات لا تحتوي إشارة إلى موقف معين للمكذبين والجاحدين. ولذلك يصح أن يقال إنها بسبيل الإنذار والتذكير والتحذير من الطغيان والفساد والتمرد على الله ودعوته بصورة عامة. وفي هذا ما هو واضح من التلقين الجليل المستمر المدى.
(فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (١٦) كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (١٨) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (١٩) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠))
(١) ابتلاه : اختبره وامتحنه.
(٢) أكرمني : هنا بمعنى رفع قدري وعني بي.
(٣) قدر عليه رزقه : بمعنى ضيقه عليه.
(٤) أهانني : هنا بمعنى وضع قدري وتقصد ضرري وإهانتي.
(٥) تحاضون : تتحاضون أي تحضون بعضكم بعضا.
(٦) التراث : الميراث.
(٧) لمّا : جمعا والقصد أكل الميراث جميعه بدون تفريق بين حق وباطل.
(٨) جمّا : كثيرا.
في الآيتين الأوليين :
١ ـ عرض لصورة من تفكير الإنسان وتلقّيه في حالتي الغنى والفقر والنعيم والبؤس. ففي الأولى يظن أن الله إنما يسّر له ذلك عناية به ورفعا لقدره واهتماما لشأنه. وفي الثانية يظن أن الله إنما اختصه بذلك حطّا من قدره وإهانة له في نظر الناس.