نفعه إلى الموتى. ومن هذا السنة المتواترة بالصلاة على الأموات والدعاء والاستغفار لهم.
ولقد أورد المفسرون إلى ذلك أحاديث أخرى عن انتفاع الموتى بثواب ما يكون أثرا من آثارهم. منها حديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة جاء فيه : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (١). وحديث رواه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود عن أبي هريرة أيضا جاء فيه : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» (٢).
وحديث رواه ابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة كذلك جاء فيه : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم إن ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علّمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورّثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحّته وحياته تلحقه من بعد موته» (٣). وحديث رواه مسلم والترمذي عن جرير قال : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء» (٤) وحديث رواه الترمذي عن عوف المزني قال : «إن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال ما أعلم يا رسول الله قال إنه من أحيا سنة من سنّتي قد أميتت بعدي فإنّ له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من
__________________
(١) التاج ج ١ ص ٦٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ٦٦ ـ ٦٧.
(٤) المصدر نفسه.