منها. وقد يصحّ أن يزاد على هذا أنهم ربما كانوا يتحرّجون من الطواف وعليهم ثيابهم التي قد يكونون اقترفوا ذنوبا وهي عليهم فكانوا يخلعونها قبل الطواف ويضعون المآزر أو يطوفون في حالة العري.
أحاديث في ستر العورة
ومدى جملة (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) أوسع من كونها خاصة بالطواف في حالة العري كما هو ملموح من نصّها. بحيث يصحّ القول إنها تتضمن أمرا ربانيا بالاحتشام عند كل صلاة الله عزوجل وعند دخول كل مسجد من مساجد الله للعبادة. وهو ما يعبّر عنه في الفقه الإسلامي بتعبير (ستر العورة) ويعتبر شرطا من شروط الصلاة.
ولقد أثرت عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث عديدة في مدى هذا الأمر. منها حديث رواه الخمسة إلّا الترمذي عن أبي هريرة قال : «قام رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله عن الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلّكم يجد ثوبين» (١). وحديث رواه الخمسة إلّا الترمذي أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يصلّ أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء» (٢). والحديث الأول يجيز للمسلم الصلاة بثوب واحد والثاني يجعل الإجازة رهنا بأن يكون الثوب ساترا. وروى الشيخان عن جابر قال : «رأيت رسول الله يصلّي في ثوب واحد متوشّحا به» (٣). وروى البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الفخذ عورة» (٤) وحديث رواه أبو داود والحاكم والبزار عن علي عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تكشف فخذك ولا تنظر إلى فخذ حيّ ولا ميّت» (٥). وحديث رواه أبو داود والدار قطني والبيهقي عن عمرو بن
__________________
(١) التاج ج ١ ص ١٣٨.
(٢) انظر المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.