مما استهدفته الآيات فيما هو المتبادر أيضا.
تعليق على الآية
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) والآيات
التسع التالية لها وما فيها من صور وتلقين
لقد روى الطبري وغيره عن أهل التأويل روايات مختلفة الصيغ متفقة المدى تفيد أن جملة (نَفْسٍ واحِدَةٍ) تعني آدم الذي كان أول من خلقه الله من البشر وجملة (وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) تعني حواء التي خلقها الله منه وأنهما كان يسميان أولادهما بأسماء منسوبة إلى الله مثل عبد الرحمن وعبد الله فيموتون فوسوس لهما إبليس بتسميتهم بأسماء غير منسوبة إلى الله مثل عبد الحرث ففعلا فعاشوا. وهناك حديث رواه الترمذي والحاكم وصححه عن سمرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سمّيه عبد الحرث فسمّته عبد الحرث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره» (١). غير أن هناك من توقف في هذه الروايات وفي الحديث ونعته بالمرفوع أو الموقوف بل وهناك من قال إنه مروي عن إسرائيليين ولا يجوز الأخذ به (٢). وروي عن الحسن أن الآيات هي في صدد رجل وامرأة من كفّار بني آدم ومشركيهم (٣) وهناك من روى أنها في صدد عربي وعربية من قريش من ولد قصي (٤). ولقد قال الذين تمسكوا بصحة الحديث إن الكلام في الآية الأولى فقط في صدد آدم وحواء. واستشكلوا في نسبة الشرك إليهما فقالوا إنه ليس شرك عبادة وإنما هو شرك طاعة. لأن هناك قاعدة عند أهل السنّة من المفسرين وهي التقيّد بالحديث النبوي إذا صحّ عندهم في تفسير الآيات.
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ١٠٧.
(٢) انظر تفسير رشيد رضا والقاسمي وابن كثير.
(٣) انظر هذه الكتب وانظر الطبري والبغوي.
(٤) انظر الزمخشري.