الأمر الأوّل
موضوع العلم ومسائله
ثمّ إنّ المتداول بين العلماء في بحوثهم أنّهم يذكرون قبل الورود في المقاصد مطالب ونكات بعنوان المقدّمة ، ونحن بعون الله تعالى نتأسّى بهم ، ونقول : من المقدّمات التي أشار إليها المحقّق الخراساني في الكفاية في ضمن المقدّمة الاولى هي بيان موضوع العلوم.
قال المحقّق الخراساني قدسسره (١) : «إنّ موضوع كلّ علم وهو الذي يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة ...» إلخ.
ومراده من بيان هذا المطلب هنا تفسيره الخاصّ للعرض الذاتي.
وأمّا المهمّ في المقدّمة الاولى فهو البحث عن النسبة بين موضوع العلم وبين موضوعات مسائله ، ولذا قال صاحب الكفاية قدسسره (٢) : «موضوع كلّ علم هو نفس موضوعات مسائله عينا وما يتّحد معها خارجا ، وإن كان يغايرها مفهوما تغاير الكلّي ومصاديقه والطبيعي وأفراده».
ولكنّنا قبل الورود في هذا البحث نذكر مطالب حول موضوع العلم ،
__________________
(١) كفاية الاصول ١ : ٢.
(٢) المصدر السابق.