الأوّل والثاني
احتياج العلم إلى الموضوع وأنّ الموضوع في كلّ علم يكون واحدا
فقد أنكر استاذنا السيّد الإمام ـ دام ظلّه ـ (١) الأوّل ، وبيان ذلك ـ حسب تقرير مقرّره ـ : أنّه لم يكن لمدوّن العلم في بادئ الأمر موضوع مشخّص معلوم حتّى يبحث حوله ، بل العلوم كانت في بادئ الأمر عدّة مسائل متشتّة ومباحث مهملة ناقصة ، وأضافوا إليها في طول الزمان مسائل متجدّدة حتّى بلغ ما بلغ ، بحيث تعدّ بالآلاف من المباحث والمسائل ، بعد ما كانت أوّل نشوءها تبلغ عدد الأصابع.
ويشهد لذلك ما نقله الشيخ الرئيس في تدوين المنطق عن المعلّم الأوّل : من أنّنا ما ورثنا عمّن تقدّمنا في الأقيسة إلّا ضوابط غير مفصّلة ، وأمّا تفصيلها وإفراد كلّ قياس بشروطه فهو أمر قد كدّرنا فيه أنفسنا (٢).
وعلى هذا لم يكن في بادئ الأمر موضوع معيّن للعلوم ، وهذا الاستدلال منوط بدعوى الاستاذ.
وأمّا ما قرّره المقرّر ـ من أنّه لا يصحّ أنّ تكون نسبة موضوع العلم
__________________
(١) تهذيب الاصول ١ : ٥.
(٢) ذكره الامام قدسسره في هذا البحث.