ضمير «أنت» و «إيّاك» وأمثال ذلك للمخاطبة ، فهو مشترك مع ضمير الغائب في المعنى الحرفي.
الثاني : أنّ الواضع في مقام الوضع لاحظ عنوان كلّي المخاطب ثمّ وضع لفظ المخاطب لهذا العنوان الكلّي ، ولفظ «أنت» و «إيّاك» لمصاديق هذا المفهوم ، ولذا إن سمع كلمة «أنت» من وراء الجدار يتصوّر مخاطبا جزئيّا ، بخلاف كلمة «المخاطب» ، وهذه عبارة عن الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ ، فلا تنحصر مصاديقه بباب الحروف ، ولكنّ هذا الاحتمال مبنائي ، وهو ممنوع عندنا ـ كما مرّ ـ فيكون معنى الضمير المخاطب على هذا الاحتمال معنى اسمي.
وأمّا ضمير المتكلّم ففي مدلوله أيضا احتمالان :
أحدهما : أنّ لفظ «أنا» وكذا لفظ «نحن» وضع للإشارة بشرط أن يكون المشار إليه فيه نفس المتكلّم أو الأنفس ، ويؤيّده اقترانها غالبا مع الإشارة العمليّة إلى النفس أو الأنفس ، فيكون له معنى حرفي.
وثانيهما : أنّ الواضع حين الوضع لاحظ مفهوم كلّي المتكلّم ، ثمّ وضع كلمة «المتكلّم» لهذا المفهوم الكلّي ، وكلمة «أنا» لمصاديقه بنحو الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ. ويؤيّده سماعهما من وراء الجدار ، فإنّ من السماع الأوّل ينتقل الذهن إلى المعنى الكلّي ، ومن السماع الثاني إلى المعنى الجزئي والخاصّ ، فيكون له معنى اسمي.
نكتة : أنّ المعاني الحرفيّة مع أنّها في تحقّقها تحتاج إلى الطرفين ، ولكن في مقام الإفادة وبيان المقاصد يتعلّق الغرض بها ؛ لأنّ غرض المتكلّم في جميع الجمل بيان هوهويّة متحقّقة بين الموضوع والمحمول ، فيكون لها في هذا المقام كمال الاستقلال.