الأمر الرابع
إطلاق اللفظ وإرادة نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه
وهاهنا يتصوّر قسم رابع ، وهو : إطلاق اللفظ وإرادة شخصه ، ومثّله قدسسره ب «زيد لفظ» ، ولكنّ الأولى منه ما يقول به القائل بعد تكلّمه بكلام : «هذا لفظي» ، أو «هذا كلامي».
ولا بدّ لنا من البحث في مقامين :
الأوّل : في صحّة هذه الإطلاقات وعدمها. وناقش صاحب الفصول قدسسره (١) في القسم الأخير منها.
واستدلّ صاحب الكفاية قدسسره لصحّة الأقسام الثلاثة الاول بدليلين : الأوّل : ما اختاره (٢) في باب المجاز من أنّ صحّة الاستعمال عبارة عن حسنه ، وفي هذه الموارد أيضا لا يرى قبحا ، بل الحسن موجود ، فيكون الإطلاق صحيحا بالطبع لا بالوضع.
والثاني : أنّا نرى مثل هذه الإطلاقات في المهملات التي لا وضع لها أصلا ، مثل : «ديز لفظ» ، فلا يشترط في صحّة الإطلاق ترخيص الواضع.
__________________
(١) الفصول الغروية : ٢٢.
(٢) كفاية الاصول ١ : ١٩ ـ ٢٠.