المطلب الثالث
في تعريف الموضوع
ذكر المنطقيّون تعريفا للموضوع وتبعهم الآخرون في ذلك ، وهو : أنّ موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة. وإنّا نبحث هاهنا بعون الله تعالى في جهتين : الاولى : ما هو المقصود من العرض الذاتي؟ والثانية : هل أنّ تعريف المنطقيّين صحيح أم لا؟
أمّا البحث في الجهة الاولى فإنّه قد تحقّق في المنطق أنّ العرض يستعمل في قبال الذات والذاتيّات ، وأنّ الكلّيّات الخمسة ثلاثة منها ترتبط بالذات والذاتيّات ، وهي : النوع والجنس والفصل ، واثنان منها ترتبط بالعرض ، وهما : العرض الخاصّ والعرض العامّ ، وهذا أحد التقسيمات للعرض. والتقسيم الآخر له يكون إلى عرض مفارق وعرض لازم ، وللعرض اللازم تقسيم إلى اللازم البيّن واللازم غير البيّن ، واللازم البيّن ينقسم إلى البيّن بالمعنى الأخصّ ، والبيّن بالمعنى الأعمّ ، والمقصود هنا تقسيمه الثالث ، وهو أنّ العرض قد يكون ذاتيّا وقد يكون غريبا ، وذكروا لتنقيح البحث صورا للعرض.
وعند المشهور بعضها عرض ذاتي بلا إشكال ، وبعضها عرض غريب بلا ريب ، وبعضها مختلف فيه ، وقالوا : إنّ العرض على ثمانية أقسام :