الثاني ؛ بقرينة صدر الآية ، وأنّها في مقام بيان جلالة منصب الإمامة ، وأنّها من أعظم المناصب الشامخة الإلهيّة التي لا يليق بها كلّ أحد ، فمن اتّصف في آن من آنات عمره برذيلة من الرذائل لا يليق بأن تناله الخلافة ، فلا يتمّ استدلال القائلين بالأعمّ بالآية الشريفة ، فالمشتق حقيقة في خصوص المتلبّس بالمبدإ كما لا يخفى.
ثمّ إنّ المحقّق الخراساني قدسسره (١) بعد نقل أدلّة القولين في المسألة والنقض والإبرام فيها نبّه على امور :
بساطة مفهوم المشتق
الأوّل : في أنّ مفهوم المشتقّ ومعناه التصوري بسيط أم مركّب؟
ولا شكّ في أنّ صدق عنوان الاشتقاقي متوقّف على تحقّق الذات والمبدأ والارتباط بينهما ، وإنّما البحث في أنّ ما ينسبق من سماع لفظ المشتقّ إلى الذهن هل هو معنى بسيط أو مركّب؟ ولا يخفى أنّ معنى البساطة بحسب المفهوم ـ كما قال صاحب الكفاية قدسسره ـ وحدته إدراكا وتصوّرا ، بحيث لا يتصوّر عند تصوّره إلّا شيء واحد لا شيئان وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين كانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلى شيء له الحجريّة أو الشجريّة مع وضوح بساطة مفهومهما.
واعلم أنّ أصل كلامه في مفهوم البسيط في كمال الصحّة والمتانة ، إلّا أنّ التشبيه المذكور ليس بصحيح ؛ إذ المراد من التحليل العقلي في باب المشتقّ ما يرتبط بمقام الدلالة والموضوع له للهيئة ، وأمّا تحليل الحجر بشيء له الحجريّة
__________________
(١) كفاية الاصول ١ : ٨٢.